صدقوا أو لا تصدقوا دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية له جذور مصرية بل وجذور شعبية تمتد لاحياء الجمالية والأزهر والحسين... وصدقوا أو لا تصدقوا أن جذور ترامب تمتد لعائلة عاشور الناجى التى أخرجت فتوات وبلطجية ومن تمسكوا بالعدل ومن استعذبوا وادمنوا الظلم... عائلة الناجى التى تتبع الأديب العالمى نجيب محفوظ اجيالها المتعاقبة وسجلها فى رائعته الحرافيش وما تحمله من إشارات ودلالات رمزية عن ثنائية الظالم والمظلوم وثنائية الظلم والخنوع والفرعون ومن فرعنوه.
تذكرت الحرافيش وأولاد الناجى وانا اتابع النداءات أو التحذيرات أو الإنذارات المتوالية التى وجهها دونالد ترامب (ابن الناجى) للملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية والتى تدور كلها حول معنى واحد: نحن نحميك إذن عليك أن تدفع لنا....ادفع ثمن حمايتنا لك....حمايتنا لك لن تستمر إذ لم تدفع....صاغ ترامب بن الناجى نداءاته وانذاراته للسعودية بكلمات فجة شديدة الصراحة بل شديدة الوقاحة وبلا اى مواربة أو دبلوماسية...
تعجبت من صمت جامعة الدول العربية التى تعاملت مع عنجهية ترامب على طريقة لا اسمع لا أرى لا اتكلم....صمت رهيب امتد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والتى تعتبر نداءات وانذارات ترامب موجهة لها كلها وليس للسعودية فقط وان اختار ترامب السعودية لأنه يراها الأكبر والأغنى والمثل والنموذج لكل الدول الخليجية.
وعجبت من صمت مصر بكل مؤسساتها وبرلمانها وتعاملها مع تهديدات ترامب المغلقة للسعودية على طريقة (وانا مالى) أو بلغة هذه الأيام(ملناش فيه) والحقيقة أن حقائق الجغرافيا ووقائع التاريخ تقول ان الامر يعنينا جدا... فالزعيم الراحل جمال عبدالناصر هو من منع قيام العراق فى عهد عبدالكريم قاسم بغزو الكويت، ولا انسى خلال عملى فى صحيفة الجزيرة عندما اجرينا (محمد عبدالله الوعيل نائب رئيس التحرير وانا) مقابلة مطولة مع السفير سيد ابو زيد عمر،سفير مصر فى الرياض وقت أن كانت العلاقات الرسمية مقطوعة وتناقلت كل أجهزة الإعلام السعودية تأكيده على أن أمن مصر من أمن الخليج... ونبعت أهمية كلام السفير من مجريات الحرب الإيرانية العراقية وما كشف عنه البعض عن مساندة مصرية أنقذت العراق... ولاحقا لعبت مصر الدور الاكبر فى حرب تحرير الكويت بالتوازى مع رفضها لغزو الاراضى العراقية او تقسيمها... وحديثا استخدم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي تعبير (مسافة السكة) للدلالة على عمق العلاقات بين مصر وكل دول الخليج وان مصر لن تسمح بأى تهديد لأمن وسلامة دول الخليج... وإن ننسى فلا يمكن أن ننسى مواقف دول الخليج وخاصة مواقف الملك فيصل والشيخ زايد رحمة الله عليهما لنا خلال حرب أكتوبر المجيدة.
أعلم أن البعض سيقول هل تريدنا أن نكون ملكيين أكثر من الملك ولماذا تريدنا أن نتعامل مع تصريحات ترامب ابن الناجى اذا كان الملك سلمان نفسه المخاطب الأول بها قد لاذ بالصمت الرهيب.... ولعلي أجيب على هؤلاء هذا هو قدر مصر الشقيقة الكبرى والدرع والملاذ..
----------------------
بقلم: عبد الغنى عجاج
آ